الباب الثاني، الكنيسة ونظامها الإداري- مادة 107- 137

أبريل 18, 2024 - 18:57
أبريل 28, 2024 - 13:53
 0  40

الباب الثاني

الكنيسة ونظامها الإداري والمالي

                                                                   

تمهيد

القسم الأول        : قادة الكنيسة الرسميون

القسم الثاني       : الهيئات الكنسيّة

القسم الثالث       : النظام المالي

القسم الرابع        : النظام التأديبي والقضائي

القسم الخامس     : أحكام ختاميّة

 

 

 

تمهيد

أساس النظام الإداري

 

مادة 107- شكل النظام

          إن النظام المشيخي هو النظام المتضمَّن في العهديْن القديم والجديد، وهو أساس هذا الدستور.

مادة 108- التخصص

          تتكون الكنيسة من أعضاء، ولكل عضو عمل معيَّن حسب ما أخذه من مواهب الروح القدس. وعلى كل عضو أن يستخدم مواهبه بأمانة متعاونًا مع غيره، ليكون جسد المسيح مؤديًا رسالته على أكمل وجه.

          ومع أن مسؤوليّة الخدمة والشهادة موضوعة على الجميع إذ أعطى الروح للجميع مواهب متنوعة، إلا إنَّه لخير الكنيسة وحسن قيادتها يدعو الله بعض الأفراد ليتخصَّصوا للخدمة الدينيّة عن اقتناع بهذه الدعوة لهم. ويظهر هذا مؤيَّدًا باختيار شعب الله لهم، لذلك يُفرَزون لوظائفهم الخاصة عن طريق خدمة وضع اليد للرسامة والتكريس بواسطة المجلس الكنسي أو المجمع المختص.

مادة 109- المؤِّهلات للخدمة القياديّة

          إنه يتحتم أن كل ما يُقبَل لخدمة قياديّة ما في الكنيسة، أن يكون صحيح الإيمان، عائشًا حسب التقوى، فضلاً عن كونه حائزًا على المواهب والكفاءات اللازمة.

 

مادة 110- القادة الرسميون

          إن قادة الكنيسة المذكورين في العهد الجديد هم خدام الكلمة أي القساوسة، والشيوخ المدبِّرون، والشمامسة.

 

 

القسم الأول

قادة الكنيسة الرسميُون

الجزء الأول        - القسوس

الجزء الثاني       - الشيوخ المدبِّرون

الجزء الثالث       - الشمامسة

 

الجزء الأول

القسوس

الفصل الأول

تعريف بخدمة القسوسيّة

مادة 111 – ماهيّة الخدمة الدينيّة

          القساوسة هم خدام الكلمة ولهم في الكتاب المقدَّس ألقاب متعِددة نسبة إلى واجباتهم المتنوعة، مثل: سفراء- كارزون- معلمون- وكلاء سرائر الله- خدام- أساقفة- نظار- رعاة- شيوخ.

مادة 112- واجبات الخدمة الدينيّة

          إن واجبات خادم الكلمة الخاصة، هي أن ينادي بإنجيل المسيح بحسب السلطان الممنوح له، وأن يشرح كلمة الله، ويمارس الفرائض، ويعلِّم الشعب، ويرشدهم في الأمور المقدَّسة، ويباركهم باسم الله، ويخدم نعمة الله المتنوعة كما تقتضيه حاجات جميع الناس، وله ممارسة الإشراف والتدبير والرسامة بالاشتراك مع الشيوخ المدبِّرين.

مادة 113- المؤهلات للخدمة الدينيّة

          إن الذين يشغلون هذه الوظيفة ينبغي أن يكونوا مستنيرين بروح الله حتى يكونوا معلمين أكفاء للحق الإلهي، ومسوقين بالروح خُلقًا وحياة في صورة تمكنهم من الوقوف أمام الشعب كممثِّلين صالحين للرب يسوع المسيح، وموشَّحين بحكمة تجعلهم كفاة لتدبير شؤون الملكوت الموكولة إليهم. كما يلزم أن يحدِّد مستوى تعليمهم بمقتضي لائحة أو قرارات خاصة.

مادة 114- أغراض الرسامة

          يُرسَم المدعو قسًا وينصب راعيًا، ويجوز أن يُرسَم وينصب المدعو للخدمة قسيسًا راعيًا، كما ويجوز أن يُرسَم للأغراض الأخرى التاليّة:

         أ‌-         القسيس المعلم: إن خادم الكلمة، متى كان حائزًا على مواهب مناسبة، يجوز أن يُدعَى ليكون أستاذًا في مدرسة لاهوتيّة أو أيّة مدرسة أخرى. وفي هذه الحالة يكون من واجبات وظيفته، لا أن يكون معلمًا فقط، بل أن يقوم أيضًا برعايّة أولئك الذين وُكِّل إليه أمرهم.

       ب‌-       القسيس الكارز أو المرسَل: يجوز لخادم الإنجيل أن يُدعَى ليكون كارزًا بلا رعويّة أو مرسلاً، ليكرز بالكلمة ويمارس الفرائض في الأماكن البعيدة الخارجة عن دائرة الإشراف المجمعي وأن ينظِّم كنائس محليّة ويرسم فيها قادة.

        ج‌-        أعمال أخرى: تجوز دعوة خادم الكلمة للتخصّص في أعمال غير ما ذُكر حسب النظم الكنسيّة.

مادة 115- القسوس الكارزون

          يقوم القسيس الكارز بالكرازة بالإنجيل لغرض خاص هو إنهاض الكنيسة، وهدايّة الخطاة.

          والقسيس الذي يُرسَم كارزًا يجوز أن يصير راعيًا قانونيًا، متى تراءى لمجمعه أن الرب دعاه لتلك الخدمة الجديدة.

          لا يجوز لأي قسيس أن يشرع في القيام بعمل كارز حتى يُخوَّل سلطة لذلك من مجمعه. ويجوز للمجمع أن يسحب هذه السلطة في أي وقت كما يتراءى له.

          كل قسيس كارز مسؤول أمام مجمعه. وإذا دُعي للعمل في كنائس خاليّة يكون مباشرة تحت سلطان المجمع التابعة له تلك الكنائس. وإذا عُهِد إليه عمل في دائرة خارجة عن حدود أي مجمع يكون تحت سلطان الهيئة التي عهدت إليه بذلك العمل.

 

                                                         الفصل الثاني

التصريح للخدمة الدينيّة

مادة 116- تتخذ الرسامة خطوتيْن، هما

(أ‌)                 الإقرار بدعوة الله للخدمة الدينيّة والتصريح الرسمي بها.

(ب‌)             الانتخاب والرسامة.

وتتم على النحو الذي سيُذكَر فيما يلي:

مادة 117- لزوم الدعوة الإلهيّة والنذر للخدمة

          لا يجوز أن يُقبَل في الخدمة الدينيّة إلا من اقتنع بالدعوة الإلهيّة وقبلها وقدَّم نفسه نذيرًا لها، تحكمه قواعد النذر. وقواعد النذر هي أن يقوم خادم الكلمة بخدمة تطوعيّة غير مقيدة بشروط ماديّة، إذ أن صاحب العمل هو الرب يسوع المسيح نفسه. لهذا فإن خادم الكلمة يتجرد من كل دافع للتكسب من وراء عمله، ولا يقيم وزنًا لأي اعتبار مادي ما دامت رسالته روحيّة بحتة. فهو ينذر نفسه لمدة العمر، استجابة للدعوة الإلهيّة، وتكريسًا كاملاً بإرادته الذاتيّة. وبذلك تكون تقدمات إعالته ماديًا تبرعًا من الشعب الذي يرعاه.

          لهذا فإن خادم الكلمة، يفرَز للخدمة بناء على مصادقة المجمع بعد توقيعه على إقرار هذا النذر كتابة، ليُحفَظ ضمن محفوظات المجمع.

مادة 118- المؤهِّلات للخدمة الدينيّة

          إن الذين يشغلون هذه الخدمة ينبغي أن يكونوا مدعوين من الله للقيام بها، وأن يكونوا مشهودًا لدعوتهم من الناس. لهذا يجب على المجامع أن تمتحن الأشخاص الذين سيُرسَمون لخدمة الإنجيل حتى لا تُسَلَّم هذه الخدمة المقدَّسة لعديمي اللياقة الصحيّة والأهليّة. ومن الحق أن تكون للشعب الفرصة للحكم في المؤهلات الكافيّة للأشخاص الذين سيكون هذا الشعب تحت إرشادهم وسياستهم، ولأجل هذه الغايّة، على المجامع أن تصرِّح للمرشحين أن يكرزوا بالإنجيل. وهؤلاء، بعد اختبار مواهبهم اختبارًا كافيًا وبعد الشهادة الحسنة من الكنيسة، يجوز أن يُرسَموا للخدمة المقدَّسة.

مادة 119- الفحص والاختبار

          في الأحوال العاديّة لا يُقبَل للاختبار لأجل التصريح إلا من تلقى دراسة لاهوتيّة تقرّها الهيئات الكنسيّة المسؤولة، وعلى المجمع أن يفحصه من جهة اختباراته الروحيّة وبراهين دعوته للخدمة الدينيّة، وتمسكه بمبادئ الكنيسة الإنجيليّة كما يطلب المجمع منه أن يلقي عظات ورسائل تؤكِّد صلاحيته من جهة العقيدة، والمقدرة الدراسيّة، والكفايّة لهذه الخدمة من جميع الوجوه. ولا يجوز أن تتم الرسامة إلا بعد التصريح للخدمة الدينيّة.

مادة 120- إجراءات التصريح للخدمة الدينيّة

          متى اقتنع المجمع بنتيجة فحص المدعو واختباره، وصادق عليها وقرَّر قبوله، يقدِّم له الرئيس الأسئلة الآتيّة، في محضر أعضاء المجمع:

1- هل تؤمن بأن الكتب المقدَّسة المتضمَّنة في العهديْن القديم والجديد، هي كلمة الله والكتاب الوحيد المعصوم للإيمان والأعمال؟

   2- هل تؤمن وتعترف بتعاليم الكنيسة الإنجيليّة باعتبارها مطابقة لكلمة الله ومؤسَّسة عليها، وهل تعِد أن تتمسك بها وتحافظ عليها ضد جميع الأفكار المضادة؟

   3- هل تصادق على دستور الكنيسة، ونظام العبادة المبين به، باعتباره مطابقًا لكلمة الله ومؤسَّسًا عليها، وهل تتعهد أن تتمسك به وتحامي عنه؟

   4- هل تقبل دستور الكنيسة الإنجيليّة ونظامها الأساسي وأحكامها النهائيّة أساسًا لعلاقتك بالكنيسة، دون أي منازعة في غير الحدود المرسومة؟

   5- هل البواعث الرئيسيّة لقبولك هذه الخدمة المقدَّسة هي الاقتناع بالدعوة الإلهيّة، والغيرة علي مجد الله، والمحبة للرب يسوع، والرغبة في خلاص النفوس؟

   6- هل تعِد، بقوة النعمة التي في يسوع المسيح، أن تكرز بالإنجيل في بساطته، وأن تشرح كلمة الله لهدايّة الخطاة وبنيان القديسين؟

          وأن تتبع حياة المحبة والتقوى والخدمة المقدَّسة؟ وأن تكون مثالاً للشعب في كل شيء لتكريس الوقت والمال وبذل الجهد في الخدمة؟

   7- هل تعترف وتعِد بكل ما ذُكر، كمن هو مزمع أن يعطي حسابًا بفرح في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه، حتى يُقدَّم له بسعة دخول إلى ملكوته الأبدي.

          وبعد الإجابة على هذه الأسئلة بالإيجاب، يتلو المرشح عهد النذر، وهو كالآتي:

عهد النذر

للتصريح بالخدمة الدينيّة

          بعد اطلاعي على دستور الكنيسة الإنجيليّة بمصر، ونظامها، وعقيدتها، وأحكامها، أتعهد أمام الله وأمام المجمع الموقر أن أكون نذير الخدمة الدينيّة، أكرِّس نفسي، وحياتي، ووقتي، متطوعًا لخدمة الرب يسوع المسيح، متجردًا من كل دافع للكسب المادي، ودون إقامة وزن للأمور الدنيويّة، واضعًا الروحيات أولاً.

          وأتعهّد بأن أكون أمينًا للخدمة الدينيّة، كوكيل أمين أمام الله، وألا أقصِّر في بذل الجهد في خدمة المحتاجين، ورعايّة الشعب، مستخدمًا في ذلك جميع الوسائل بأمانة أمام الله.

                                                                                                          آمين.

          وبعد تلاوة العهد، يقول الرئيس:

          «باسم الرب يسوع المسيح وبالسلطان المعطى منه لكنيسته، نحن المجتمعيَّن كمجمع، نصرِّح لك الآن أن تكرز بإنجيل المسيح، وأن تمارس مواهبك كمصرَّح للخدمة المقدَّسة. ونستودعك لنعمة الله في إتمام جميع واجباتك».

مادة 121- الإشراف على المصرَّحين

          يعتبر عهد النذر الخطوة الأولى في حياة الخدمة الدينيّة. فإن وُفِق النذير في رسالته بعد تصريحه للخدمة الدينيّة، كان له أن يتقدم لخطوة الرسامة. ويبقى المصرَّح للخدمة الدينيّة تحت إشراف المجمع التابع له، أو الذي عُيِّن فيه. كما يكون عضوًا في كنيسته وتحت إشراف مجلسها وتوجيهاته وتأديبه. ولا تتم رسامتُه سوى بعد قضاء مدة ستة أشهر على الأقل من وقت التصريح للخدمة.

مادة 122- إخلاء سبيل المصرَّح للخدمة الدينيّة

          إذا أصبح المصرَّح غير قادر على متابعة سيره في الخدمة، أو لم يعد مقتنعًا بدعوته لهذه الخدمة، أو إذا رأى المجمع أنَّه غير صالح للخدمة، يسحب المجمع منه الترخيص بدون مساس لصفاته. ويسجَّل ذلك مع ذكر أسبابه.

الفصل الثالث

الانتخاب والرسامة

مادة 123- انتخاب الرعاة بواسطة الكنيسة

          السلطان الذي به يتقلد خدام الإنجيل وظيفتهم يُمنَح من الرب يسوع؛ رأس الكنيسة، عن طريق الرسامة. إلا أنَّه لأجل ممارسة وظيفتهم بكيفيّة ثابتة في كنيسة ما يجب انتخابهم أولاً بواسطة شعب تلك الكنيسة.

مادة 124- لزوم الرعاة

          يجب أن تكون كل كنيسة تحت رعايّة قسيس ما، ولذلك يجب على كل كنيسة خاليّة من راع أن تسعى بدون إمهال، بالصلاة الحارة، وباستعمال الطرق القانونيّة لتحصل على من يختاره لها الرب.

مادة 125- رعاة شركاء

          إذا صارت الواجبات في كنيسة ما فوق طاقة قسيس واحد لسبب من الأسباب، يجوز للكنيسة أن تنتخب راعياً شريكًا تكون له بها، بعد تنصيبه أصوليًا، علاقة رعويّة قانونيّة. وفي حالة ضعف الراعي الأول، أو تقاعده، أو موته، يصير الراعي الشريك راعيًا أصيلاً بقرار تقرَّره الكنيسة في التئام رسمي. وفي انتخاب الراعي الشريك يجب أن تتم جميع الإجراءات القانونيّة.

مادة 126- مساعدو الراعي

    يجوز للمجلس، بمصادقة الراعي، أن يعيِّن خادمًا، أو مصرَّحا لمساعدة الراعي في خدماته، وأن يعهد إليه بواجبات معيَّنة، ولمدة معلومة، كما يصير الاتفاق عليه.

الانتخـاب

مادة 127- خطوات تمهيديّة

          متى أرادت كنيسة ما أن يكون لها راع فيطلب مجلسها من المجمع اتخاذ الخطوات لتنفيذ ذلك- فيعيِّن المجمع أحد القسوس ليترأس الإجراءات الرسميّة للانتخاب والدعوة مع مراعاة إعلان الكنيسة قبل إتمام أيّة خطوة بعشرة أيام مقدمًا على الأقل- ويكون للمجمع حق السير أو التأجيل إذا رأى ما يدعو لذلك.

مادة 128- سير الانتخاب

          في الوقت المعيَّن، وبعد خدمة جمهوريّة، يعلن القسيس الغرض من الاجتماع. وبعد أن يصلي طالبًا الإرشاد الإلهي، يطلب من الجماعة ذكر أسماء للترشيح. والاسم أو الأسماء التي تقدَّم يجب أن تُعلَن بوضوح. ويكون الاقتراع سريًا (بالأوراق)، ويُحصَر في الذين رُشِحوا، ولا يجوز الاقتراع بالنيابة.

مادة 129- الناخبون والمنتخبون

          لا يحق لأحد أن يقترع في انتخاب راعٍ إلا من كانت عضويته في وقت الانتخاب صحيحة وبلا لوم. ولا يعلَن عن أحد أنه حاز الانتخاب ما لم يكن قد حاز الأكثريّة المطلقة بالنسبة لجميع الذين اقترعوا.

مادة 130- اعتماد الدعوة وإرسالها

          بعد الانتخاب تُعلَن النتيجة، ويُكتَب اسم المنتخب في مكانه من صورة الدعوة الرسميّة، ثم يُدعى الناخبون للتوقيع على الدعوة مبتدأ بأسماء الشيوخ، ويليهم الشمامسة، وبعدهم أسماء سائر الأعضاء. ويمكن أن يُسمَح للمترددين أن يوقعوا على الدعوة. ثم يصدِّق رئيس الانتخاب على الدعوة شاهدًا بصحتها، وترسل إلى المجمع على يد لجنة من الكنيسة. وفي الفترة التي قبل دورة المجمع يجوز تسليم الدعوة إلى الشيوخ ليوقِّع عليها الأعضاء والمترددون الآخرون الذين لم تكن لهم فرصة من قبل. ويجب أن يُذكَر في الدعوة عدد توقيعات كل من الأعضاء والمترددين.

مادة 131- في حالة وجود اعتراض

          إذا اعترضت أقليّة على الشخص المنتخَب وأبت الإذعان، فعلى الخادم المترأس أن يرفع إلى المجمع تقريرًا بذلك. ويقرَّر المجمع ما يراه خير الكنيسة وسلامتها. فإذا رأى المجمع عدم مناسبة الاستمرار في سير الدعوة، تُرَد إلى الكنيسة لإجراء انتخاب آخر.

مادة 132- تقديم الدعوة

          على المجمع ألا يقدم الدعوة للمنتخَب إلا إذا ثبتت لديه قانونيتها. إلا أنه يجوز- رغم قانونيتها- ألا يقدِّمها إلى المدعو متى توافرت لديه أسباب تبرِّر ذلك. وفي هذه الحالة، يجب على المجمع أن يعرِّف الكنيسة بذلك لتشرع في انتخاب شخص آخر. وإذا كانت الدعوة مقدَّمة لمصرَّح أو لقسيس تابع لمجمع آخر، وأراد المجمع التابع له الكنيسة أن تقدَّم الدعوة للمدعو، يجب أن ترسل إلى المجمع التابع له القسيس المنتخَب مصدِّقًا عليها بأنَّها قانونيّة، ليقدِّمها للمدعو. ولا يجوز أن تقدَّم دعوة لقسيس أو لمصرَّح إلا على يد المجمع الذي تدوَّن اسمه في دفتره. وعند تقديم الدعوة يعلنها الرئيس ويطلب من الراعي المنتخَب أن يتقدم ويعلن رأيه بالإجابة على هذا السؤال: «هل تقبل هذه الدعوة»؟

 فإذا أجاب بالقبول تُسلَّم الدعوة ليده.

 

الرسامة

مادة 133- الفحص والاختيار

          إذا قبِل مصرَّح دعوة ما- يفحصه المجمع، تمهيدًا لرسامته، من جهة حياته الشخصيّة والبواعث التي دعته للخدمة، وتمسكه بتعاليم الكنيسة الإنجيليّة، وتأديبها، ومقدرته الكتابيّة والوعظيّة- ومتى حاز الرضى يحدِّد المجمع يوم الرسامة والتنصيب والسير في إجراءاته، ما لم تقم اعتراضاتٌ تثبت صحتُها- ويقبلها المجمع.

مادة 134- خدمة الرسامة والتنصيب

          تقام خدمة تعبديّة خشوعيّة فيها يلقي أحد القسوس عظة تناسب المقام، ثم يتلى باختصار تقرير عما اتخذه المجمع من الإجراءات المتعلقة بالدعوة.

          ثم يتقدم المصرَّح ويجيب على الأسئلة الآتي ذكرها:

1.         هل تؤمن بأن الكتب المقدَّسة المتضمنة في العهديْن القديم والجديد هي كلمة الله الحي والكتاب الوحيد المعصوم للإيمان والأعمال؟

2.         هل تؤمن وتعترف بالتعاليم المشيخيّة التي تقر بها الكنيسة الإنجيليّة بمصر، باعتبارها مطابقة لكلمة الله ومؤسَّسة عليها؟ وهل تتعهد أن تتمسك بها وتحافظ عليها ضد جميع الأفكار المضادة؟

3.         هل تصادق على دستور الكنيسة الإنجيليّة، ونظام العبادة المبين به، باعتباره مطابقًا لكلمة الله ومؤسَّسًا عليها، وهل تعِد بأن تحافظ عليه، وتحامي عنه؟

4.         هل تقبل دستور الكنيسة الإنجيليّة ونظامها الأساسي وأحكامها النهائيّة أساسًا لعلاقتك بها، دون أي منازعة؟

5.         هل تعِد بالاجتهاد في أن تربي في نفسك التقوى الشخصيّة ساعيًا لتزيِّن اعترافك بالعيشة كما يليق بإنجيل المسيح وخدمته؟

وأن تكون قدوة للشعب في الكلام والعمل، وفي تكريس الحياة والوقت والمال؟

             6. هل تعِد بأن تكون أمينًا في درس كلمة الله، وأن تكرز بإنجيل الرب يسوع في بساطته وملئه طالبًا من الناس          أن يتصالحوا مع الله، منذرًا ومعلمًا كل إنسان بكل حكمة، لكي تحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع؟

            7. هل تعِد بأن تواظب على الحضور في مجامع الكنيسة، وبأن تخضع -بروح الوداعة- لسلطان هذا المجمع والمجامع العليا، وأن لا تتبع طرق تؤدي إلى الشقاق، بل تحافظ حسب طاقتك على وحدة الكنيسة وسلامتها؟

            8. هل الدعوة الإلهيّة والغيرة على مجد الله، والمحبة للرب يسوع المسيح، والرغبة في خلاص الخطاة وبنيان الكنيسة، هي البواعث العظمى التي حملتك على الدخول إلى هذه الخدمة المقدَّسة بها فيها من مسؤوليات وامتيازات؟

9. هل تقبل أن ترعى هذه الكنيسة، حسب تصريحك المعلن في قبولك دعوتها؟ وهل تعِد أن تقوم بكل واجبات الراعي مؤديًا فروض الكنيسة وقوانينها، وواجب الزيارة والنصح في كل بيت، وخدمة المرضى، والعنايّة بالشباب، والاهتمام برد الخطاة، وبنيان تلاميذ المسيح في الإيمان والحياة المسيحيّة، متمِّمًا كل ما هو واجب عليك كخادم للإنجيل، كوكيل أمين لله في خدمة رعيته؟

10. هل تعترف وتعِد بكل هذه متكلاً على النعمة، كمن هو مزمع أن يعطي حسابًا بفرح في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه، حتى يقدَّم له بسعة دخول إلى ملكوته الأبدي؟

وإذا يجيب المدعو على الأسئلة سالفة الذكر بالإيجاب يقدِّم الرئيس الأسئلة الآتي ذكرها إلى الشعب وهم وقوف، فيجيبون عليها برفع أيديهم اليمنى.

      (أ) يا أعضاء هذه الكنيسة هل مازلتم معترفين باستعِدادكم بقبول..... ليكون راعيًا لكم حسب نص دعوتكم إياه؟

      (ب) هل تعِدون أن تقبلوا كلمة الحق من فمه وأن تخضعوا له في تأدية خدمته؟

      (ج) هل تعِدون أن تشجِّعوه وأن تعاونوه في جهوده لأجل بنيان ملكوت الفادي؟ وهل تتعهدون بإعالته ماديًا بتقدماتكم وتبرعاتكم، وأن تفعلوا كل ما ترونْه أيضًا لازمًا لإراحته ولجعله نافعًا بينكم؟

          وإذ يجيب الشعب على هذه الأسئلة بالإيجاب، يتلو المنتخَب عهدَ النذر الذي ورد في مادة 120 ثم يجثو، ويُرسَم بكل وقار، بالصلاة وبوضع أيدي المشيخة، خادمًا لإنجيل المسيح. وبعد الصلاة يقف المرتسم ويتقدم الرئيس أولاً وسائر القسوس، الواحد بعد الآخر، ويأخذون بيمينه قائمين: «نعطيك يمين الشركة لتشترك معنا في هذه الخدمة المقدَّسة».

          ثم يقول الرئيس «الآن أعلن وأصرح بأن.... قد اُنتخب قانونيًا ورُسِم قسًا ونُصِّبَ راعيًا لهذه الكنيسة ورئيسًا لمجلسها، وفقًا لكلمة الله وبحسب دستور الكنيسة الإنجيليّة بمصر، ولهذا هو مستحق بكل تعضيد وتشجيع وإكرام وطاعة في الرب».

          بعد ذلك يقوم أعضاء المجمع، الذين سبق تعيينهم، بما عُهِد إليهم مخاطبين الراعي والشعب بما يناسب المقام، ناصحين إياهم أن يثابروا على إتمام واجباتهم المتبادلة. وفي نهاية الخدمة يختم الراعي، المنصب جديدًا، بالبركة الرسوليّة.

          ويُفاد المجمع بخبر رسامته. وحينئذ يُكتَب اسمه في سجل أعضاء المجمع.

مادة 135- الرسامة والتنصيب في وقت واحد

          لا تُجرَى الرسامة عادة في وقت سابق للتنصيب ولا بخدمة خاصة. فإذا قبِلَ مصرَّحٌ دعوةً ما تصير رسامته في وقت تنصيبه في دائرته الرعويّة، ولا يجوز لمجمع ما أن يرسم مصرَّحًا لخدمة الإنجيل بقصد تنصيبه في مجمع آخر، إلا برضى ذلك المجمع الأخير.

مادة 136- الرسامة لعمل خاص

          قد يكون أمرًا مرغوبًا فيه، وضروريًا في بعض الأحوال، أن يُرسَم مصرَّح بدون رعويّة خاصة. كما لو تعيَّن كارزًا، أو معلمًا، أو مرسلاً في إرساليّة أجنبيّة أو وطنيّة أو في القرى الفقيرة. ففي هذه الأحوال، تُتخذ الإجراءاتُ المتبَّعة عادة في الرسامة من جهة الفحص والامتحان ونظام الخدمة. ويجب أن يُعلَن عن عزم المجمع مقدَّمًا لإعطاء فرصة كافيّة لتقديم الاعتراضات، إذا وجدت، بالنسبة لحياة المرشح وعقيدته.

          أما الأسئلة التي تُقدَّم في الرسامة، وقد سبق ذكرها في مادة 134، فيحذف منها السؤال التاسع ويستبدل بالسؤال الآتي:

          «هل تأخذ الآن على عاتقك العمل الخاص (هنا يذكر نوع العمل) الذي لأجله صار اختيارك، مكرسًا ذاتك له بدون احتساب لشيء ما طالما أنت قائم بهذا العمل؟ وهل تعِد بأن تقوم بكل الواجبات المتعلقة بهذا العمل بأمانة وبساطة قلب، كما يليق بخادم للرب يسوع المسيح؟»

مادة 137- تنصيب قسيس مرتسم

          في حالة تنصيب قسيس مرتسم يتخذ المجمع الخطوات الآتيّة:

  يُعيِّن يوم التنصيب ويُعلَن به الكنيسة ويسير في إجراءاته حسب المادة 133 وتكون خدمة التنصيب كما في المادة 134 على أن يجيب القسيس الذي سينصب على الأسئلة الآتيّة:

(أ‌)                 هل تقبل أن ترعى هذه الكنيسة حسب تصريحك المعلن في قبولك دعوتها؟

(ب‌)             هل تتعهد بالاجتهاد أن تربي في ذاتك التقوى الشخصيّة، وأن تعيش عيشة القداسة سالكًا بالتدقيق لكي تزيِّن خدمتك، وأن تكون قدوة للرعيّة في الكلام والعمل وتكريس الحياة والوقت والمال، كوكيل أمين على حياتك وخدمتك؟

(ج‌)               هل تعِد بأن تقوم بكل واجبات الراعي كارزًا بالإنجيل، مؤديًا فروض الكنيسة وقوانينها، وواجب الزيارة والنصح في كل بيت، وخدمة المرضى، والعناية بالشباب، والاهتمام برد الخطاة، وبنيان تلاميذ المسيح في الإيمان والحياة المسيحيّة، متمِّمًا كل ما هو واجب عليك كقسيس وراع؟

        (د) هل تعِد أن تخضع لسلطان المجمع والمجامع العليا، وأن تقبل أحكامها النهائيّة أساسًا لعلاقتك بها، دون أي منازعة، وأن تنوب في المجامع بأمانة عن هذه الكنيسة، لخدمة مصالحها الخاصة؟

      (هـ) هل تعِد بكل هذا طبقًا لتعهداتك يوم رُسمت؟ وفي حضرة الله، بالاتكال على نعمته كمن يرغب في أن يقدِّم حسابًا بفرح عند ظهور الفادي. وأنَّ يأخذ إكليل المجد الذي لا يفنى؟

          إذ يجيب المنصب على هذه الأسئلة بالإيجاب، يقدِّم القسيس المترأس الأسئلة المبينة في مادة 134 إلى الشعب، وهم وقوف، وإذ يجيبون عليها برفع أيديهم اليمنى يقول: «الآن أعلن وأصرِّح بأن.... قد اُنتخب قانونيًا، ورُسِم قسًا، ونصِّب راعيًا لهذه الكنيسة ورئيسًا لمجلسها، وفقًا لكلمة الله وبحسب دستور الكنيسة الإنجيليّة بمصر، ولهذا هو مستحق لكل تعضيد وتشجيع وإكرام وطاعة في الرب». ويلي ذلك الإجراءات المبينة في مادة 134.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow