المسيح الملك المتميز

مايو 1, 2024 - 11:57
مايو 3, 2024 - 06:46
 0  84
المسيح  الملك المتميز

الكنيسة الانجيلية في العباسية     المسيح الملك المتميز          28/ 4/ 2024

إن ذكرى دخول الرب يسوع إلى أورشليم منذ ألفي عام وبداية أحداث الأسبوع الأخيــــــر من حياته المباركة من أحب الذكريات إلى قلوبنا لأنها تذكرنا بخلاصنا الأبـــــــدي والذي تم بنهاية هذا الأسبوع وبداية الأسبوع الجديد في فجر أحد القيامة، أحـــداث هذا الأسبوع تبعث فينا معاني الحب والعطاء وتدفعنا للتأمل لنتـــــــعلم الكثير من الدروس التي نحتاجها اليوم، تعالوا معي ونحن نحتفل بذكري  دخول المسيح اورشليم نتأمل في موضوع عنوانه  (المسيح ملك متميز ) وأتحدث إليكم في فكرتين :

الفكرة الأولى -  المسيح ملك متميز في مقاييسه

  1- المقياس الأول– الداخل قبل الخارج  كل من نظر إلى أورشليم في هذا اليوم انبهر انبهارا شديدا وفرح فرحا عظيما لجمال الهيكل وشدة إقبال الناس على العبادة وتقديم الذبائح ولالتزام بالخدمة ووجود القادة الكبار في الهيكل، إلا أن يسوع بكي وذلك لأنه نظر إلى الدوافع والنيات وراء كل هذه الممارسات   المسيح لا يبحث عن الكم لكن الكيف، انه لا يبحث عن الكلمات التي ننطق بها في صلواتنا بل  الدوافع ،انه لا يخدع بمجرد التواجد في الكنيسة وممارسة بعض الطقوس والأنشطة الخاوية من المضمون  ، ترى ماذا سيكون رد فعل المسيح لو نظر إلى داخلك اليوم ؟؟ طوبى للانقياء القلب                                                        

  2- المقياس الثاني- الحق قبل المكسب:-كان يمكن للرب يسوع أن يكسب الجميع وذلك بأن يوافقهم على  كل ما في ذهنهم ويسكت على كل الأخطاء والتجـــاوزات التي يرتكبونها في حق الهيكل والمتعبدين البسطاء، لكنه رفض ذلك وتمسك بالحق وأعلنه(بيتي بيت الصلاة لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص)  لقد كسب المسيح آنذاك نفوسا قليلة آمنت به وصدقته ولكن بالحق وهذا أفضل من كسب الكثيرين على حساب الحق .تري ما هو موقفك أنت اليوم ما هي أولويتك المكسب أم الحق، المبدأ أم الربح ، هذه هي مقاييس المسيح لمن يريد أن يتبعه تبعية حقيقية الداخل قبل الخارج والجوهر قبل المظهر والدافع قبل العمل والحق قبل المكسب  أو الشهرة .                                                        

الفكرة الثانية – المسيح ملك متميز في أساليبه

أسلوبه النظام والترتيب- الايجابية لا السلبية – التعبير عن المشاعر لا كبتها  

1- النظام لا الفوضى : لم يكن المسيح يعمل شيئا صدفة دون إعداد وترتيب اختار التلاميذ قضي الليل كله في الصلاة ، ورفض أن يذهب فور علمه بخبر موت لعازركان بتخطيط وترتيب، وقبل عيد الفصح أرسل بطرس ويوحنا قائلا اذهبا واعدا لنا لنأكل الفصح لو22: 8-13  وفي دخوله الانتصاري وقبل أن يصل  قال لاثنين من التلاميذ اذهبا إلى القرية التي أمامكما  ... الخ ، وكان الرب قد سبق واتفق مع  أصحاب الحمار وأعطاهم كلمة السر وهي (الرب محتاج إليه ) لو19: 29 ها هو المسيح في ذكرى دخوله الانتصاري يدعونا إلى حياة النظام والترتيب فإلهنا هو اله نظام وترتيب وليس اله فوضي وتشويش، فلنجتهد أن نكون منظمين   في كل شيء وعلى كل المستويات والمجالات

 2- الايجابية لا السلبية :   لم يكن المسيح في يوم من أيام حياته على الأرض إلا ايجابيا مثابرا مكافحا ممتلئا بالأمل والرجاء في حياة أفضل للإنسانية  مهما كان ظلام الواقع ومهما كانت صعـــــــوبة التغيير وتكلفته ، وما  يؤكد ذلك  مواعظه الكثيرة في كل المواقف والمناسبات وأيضا معجزاته المتنوعة وأيضا في دخوله للمرة الثانية إلى الهيكل من أجل التغيير والتطهير  والإصلاح  ، لم يستسلم للواقع لم يقل لقد جاهدت وحاولت عدة مرات وبأســـــــــاليب  متنوعة متعددة ولا فائدة ، لم يقل كفي لقد تعبت وهم لم يقدروا تعبي ،هل معني ذلك أن المسيح أنكر الواقع أو تجاهله ؟

3- الإقرار بالمشاعر لا كبتها: في ذكرى دخول المسيح أورشليم نجد هذه الفكرة فكرة الإقرار بالمشاعر فالمسيح كانسان شاركنا في كل شيء ما خلا الخطية وكانسان عندما رأى ما يحدث في الهيكل لم يكبت مشاعر الغضب لديه بل عبر عنها أولا بالكلام "بيتي بيت الصلاة يدعي" ثانيا بالعمل فلما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه " كما بكى  على اورشليم عبر المسيح عن مشاعره لكن لم يخطىء وهذا هو التحدي الذي يضعه أمامنا " اغضبوا ولا تخطئوا " جميل جدا أن تعبر عن مشاعرك ولا تكبتها. فالغضب طاقة ان كبتناه ضرنا وان كبتناه ضر غيرنا    ...والرب معكم

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow