الباب الأول، الكنيسة والعبادة - جزء أول- مادة 45- 106

أبريل 18, 2024 - 18:12
أبريل 28, 2024 - 13:53
 0  34

القسم الثاني

 الكنيسة والعبادة

الجزء الأول: الكنيسة

الجزء الثاني: العبادة

الجزء الثالث: الفرائض

  

الجزء الأول

الكنيسة

الفصل الأول

ماهيّة الكنيسة

مادة: 45 الكنيسة غير المنظورة

   إنَّ الكنيسة غير المنظورة، وهي الكنيسة الجامعة أو العامة، تتألَّف من جميع الذين اختارهم الله للخلاص، وافتداهم الرب يسوع.

مادة 46 الكنيسة المنظورة

   إنَّ الكنيسة المنظورة هي هيئة ذات نظام رسمي، مؤلَّفة من جميع أولئك الذين في كل العالم يعترفون جهارًا بإيمانهم بيسوع المسيح ربًا ومخلصًا، وبطاعتهم لوصاياه، هم وأولادهم.

 مادة 47 الكنائس المحليّة

     بحسب النموذج الكتابي، تتألف الكنيسة المنظورة من عدة كنائس محليّة، كلٌ منها مكوَّن من جماعة من المسيحيين المعترفين بإيمانهم، والذين يجتمعون من تلقاء ذواتهم، هم وأولادهم معاً، في مكان واحد لأجل العبادة، والتعليم، والشركة، والعمل، مع الخضوع لنظام كنسي معلوم.

مادة 48 وحدة الكنيسة المنظورة

    إنَّ الوحدة المنظورة للكنيسة المسيحيّة، ولو أنَّها غير واضحة بسبب تفرّق الطوائف أو تعِدد المذاهب، إلا أنها ليست معدومة. فكل الكنائس المحليّة التي تحافظ على تعاليم المسيح وفرائضه الجوهريّة تُعتبر جميعها فروعًا حقيقيّة للكنيسة الجامعة أو العامة.

 

الفصل الثاني

ملك الكنيسة ورأسها

مادة 49- وظيفة المسيح الملكيّة

          إنَّ الكنيسة المنظورة، مدينة بتنظيمها وصيانتها للرب يسوع المسيح، وهي خاضعة له بصفة كونه رأسها الحي وملكها المتسلِّط. وله وحده أن يسوس الكنيسة ويعلِّمها، ويجري سلطانه وينفِّذ شرائعه بواسطة خدمة أناس يقيمهم لهذا الغرض.

مادة 50- إعلان إرادته

          إنَّ المسيح ملك الكنيسة ورأسها أعطى لشعبه كتبَ العهد القديم والعهد الجديد إعلانًا معصومًا، ذا سلطان، عن ذاته وإرادته المقدَّسة.

مادة 51- أحكامه

          إنَّ المسيح -باعتباره ملكًا- أعطى كنيسته دستورها، وشرائعها، وفرائضها، ووظائفها. وهذه جميعها مبيَّنة في الكتاب المقدَّس، وتُمارَس تحت سلطانه وحده.

مادة52 - حضوره الدائم بواسطة الروح

          إنَّ يسوع المسيح، منذ صعوده، ماكث في كنيسته بالروح القدس المرسَل منه، الذي يُجرِي قوته المخلِّصة والضابطة بواسطة تعليم كلمة المسيح، وممارسة شرائعه وفرائضه.

مادة 53- غاية الكنيسة

          غايّة الكنيسة العظمى هي عبادة الله، والمناداة بالإنجيل لأجل خلاص الناس، وحمايّة أولاد الله، وتربيتهم، وإيجاد الشركة المقدَّسة بينهم، والمحافظة على العبادة الإلهيّة، وحفظ الحق وأحكام الديانة الطاهرة، ونشر الصلاح الاجتماعي وإظهار ملكوت السماوات للعالم.

الفصل الثالث

السلطان الكنسي

مادة 54- منح السلطان الكنسي

          وشَّح المسيحُ كنيستَه وقادتَها بسلطة روحيّة. وهذه السلطة كائنةٌ في كل جسم الكنيسة جاعلةً إياه ملكوتًا روحيًا متميِّزًا عن السلطان المدني، ويُمارَس هذا السلطان عن طريق المجلس والمجامع الكنسيّة.

مادة 55- طبيعة السلطان الكنسي

          إنَّ دائرة اختصاص الكنيسة تشمل فقط أولئك الذين هم ضمن عضويتها، وتقتصر على شؤونهم وواجباتهم الروحيّة، بصفة كونهم تلاميذ المسيح.

  

الجزء الثاني

العبادة

 

الفصل الأول

العبادة

مادة 56- ماهيّة العبادة

          العبادة المسيحيّة هي توجيه الروح إلى الله بإخلاص واحترام، إما في شركة صامتة، أو بتعبير خارجي ظاهر.

مادة 57- المعبود

          العبادة تحق لله وحده، كما هو معلَن لنا في الكتب المقدَّسة باعتباره الآب والابن والروح القدس. وتُقدَّم بالطريقة المعيَّنة منه تعالى.

مادة 58- الوسيط

          بما أنَّ الرب يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس، فلابد أن تُقدَّم بواسطته كل عبادة لله وتُقبَل باسمه فقط.

مادة 59- ضرورة العبادة ووجوبها

          حيث إن عبادة الله ضروريّة للحياة المسيحيّة وللنمو في النعمة، فيجب أن تمارَس باهتمام ومواظبة. ويجب أن تُربَى روح العبادة بواسطة درس كلمة الله والتأمل والصلاة.

مادة 60- العبادة الخارجيّة المنظورة

          العبادة، المنصوص عليها في هذا الكتاب، هي إتمام الأعمال والفرائض والشرائع المعيَّنة من الله التي يمارسها البشر لمجده تعالى، والتمتع برضائه، وبنيان شعبه.

مادة 61 - أنواع العبادة

          العبادة في صورتها الخارجيّة ثلاث أنواع: جمهوريّة، وفرديّة، وعائليّة.

مادة 62- أوقات معيَّنة للعبادة

          ولو أنَّه يجب أن يكون العقل دائمًا في حالة تعبد، إلا أنَّه توجد أوقات معترف بها في كلمة الله للعبادة.

 

الفصل الثاني

العبادة الفرديّة والعائليّة

مادة 63- لزوم العبادة الفرديّة

          في العبادة الفرديّة تنفرد نفس المؤمن مع الله، وهذا هام للنمو في النعمة وتحقيق القداسة في الخلق والحياة.

          ويجب أن تمارس العبادة الفرديّة يوميًا، نظرًا لميل القلب البشري إلى الابتعاد عن الله، ونظرًا إلى تجارب العالم المستمرِّة.

 

 

مادة 64- لزوم العبادة العائليّة

          العبادة العائليّة جوهريّة لإنماء الديانة البيتيّة ويلزم أن يكون بيتيّة. ويجب المحافظة بأمانة على ممارستها اليوميّة في كل بيت مسيحي. ويجب أن يحضر في هذه الخدمة، الوالدون والأولاد والمرتبطون بخدمة البيت.

          تشتمل العبادة العائليّة على التسبيح، وقراءة الكتاب، والصلاة، وبعض الممارسات التي تؤول إلى نمو الحياة الروحيّة في البيت.

 

الفصل الثالث

العبادة الجمهوريّة

مادة 65- يوم الرب

          في تدبير الأناجيل عيَّن اللهُ اليومَ الأول من الأسبوع ليكون يوم الراحة المسيحي، أي يوم الرب، ليُحفظ مقدَّسًا ومخصَّصًا لعبادته تعالي، وهو يوم الأحد.

مادة 66- أوقات أخرى للعبادة

          يجوز للكنيسة أن تعيِّن أيامًا خصوصيّة للعبادة، علاوة على يوم الرب، متى قضت الظروف بمناسبة الأمر أو لزومه. ويجب أن يكون أيضًا للكنائس المحليّة أوقات معيَّنة غير يوم الرب للصلاة ودرس الكتاب المقدَّس.

مادة 67- لزوم أماكن للاجتماع

          يمكن أن تقدَّم لله في أي مكان عبادة حقيقيّة مقبولة. ولكن حيث إن الله وعد بإعطاء بركات خاصة لشعبه متى اتحدوا معًا لعبادته، فإنه يلزم إعداد أماكن مناسبة يجتمعون فيها في حضرته تعالى.

مادة 68- أماكن للعبادة

          مقادس الله يجب أن تكون جميلة ولائقة بما تقتضيه بساطة عبادة العهد الجديد، وبما تسمح به ظروف الشعب. كما يجب مراعاة اختيار الأماكن المناسبة للموقع والجوار لما يؤول إلى أفضل مكان. وينبغي اعتبار الأبنيّة المقرَّرة لعبادة الله مقادس له. ولذلك لا يجوز أن يُدخَل إليها بأي شيء، مما يؤدي إلى إفساد أذهان الشعب عن هذا الفكر أو مما يُولِّد تصورات تضر العبادة الروحيّة.

         

الفصل الرابع

شعائر العبادة الجمهوريّة

مادة 69- لزوم شعائر العبادة الجمهوريّة

   الشعائر المقرَّرة للعبادة الجمهوريّة كما هي مبينة في الكتب المقدَّسة هي: الصلاة، والتسبيح، وقراءة كلمة الله، والوعظ، والتعليم بها، والإصغاء إليها، وممارسة فريضتيّ المعموديّة والعشاء الرباني، والعطاء المسيحي، والبركة الرسوليّة، ويمكن أنْ يُضاف إلى هذه تلاوة قانون الإيمان الرسولي، أما الصوم وخدمة الشكر فهما من الشعائر الخصوصيّة.

مادة 70- ترتيب العبادة

   الترتيب في أجزاء العبادة لا بد منه عادة، للمحافظة على ما لها من مجد، وللحصول على ما فيها من نفع. غير أنَّه، لأجل ضمان الحريّة أيضًا في العبادة، يجب أنْ يكون هذا الترتيب تحت حكم التغيير كما تقتضيه ظروف الحال، وكما توحي به تأثيرات الروح في الخادم القائم بالخدمة. على أنَّه يمكن أنْ يُراعى الترتيب على الصورة الآتي بيانها: تمجيد (دكسولوجيا)، صلاة افتتاحيّة، تسبيح، قراءة الكتاب، صلاة، تسبيح، تقديم العطايا، الوعظ بالكلمة، صلاة، تسبيح، البركة الرسوليّة. وإذا أراد المجلس، يجوز أنْ يُضاف إلى هذه، وفي وقت مناسب في أثناء الخدمة، قراءة الكلمة بالتبادل بين الخادم والشعب، وتلاوة قانون الإيمان الرسولي، وصلاة سريّة من الجميع بعد البركة الرسوليّة.

مادة 71- دليل العبادة

   لتوحيد العبادة وإراحة العابدين يُستحسَن وجود دليل للعبادة فيه تتبين الأوقات والفرائض ونظام العبادة، كما هو مبين في الكتب المقدَّسة أو كما تقرِّره الكنيسة مطابقًا لتلك الكتب.

 

مادة 72- قراءة الكتاب المقدَّس

    قراءة الكتاب المقدَّس عنصر جوهري في العبادة الجمهوريّة. ويجب أن يكون لها مكان في كل خدمة. وأهميّة هذه الفريضة تتطلب استعِداد القسيس للقيام بممارستها بواسطة المطالعة والصلاة. وينبغي أنْ تُقرأ الكلمة بالاحترام والتفكر، بكيفيّة تعبِّر بوضوح عن رسالة الروح، ويمكن إدخال قراءة الكتاب بالتبادل في الجزء الخشوعي من العبادة الجمهوريّة بكيفيّة نافعة للشعب.

مادة 73- التسبيح

   التسبيح أساس في العبادة، يقوم باستعمال كلمات ملحنة. والمزامير المتضمَّنة في الكتاب المقدَّس هي المعتمدة لتكون دائمة الاستعمال في هذه الفريضة بسبب كونها وحيًا من الله ونظرًا لسموها والقصد البيَّن فيها. والمنظومات الشعريّة للمزامير التي تُستعمل في التسبيح تكون مما يحوز مصادقة الكنيسة من وقت لآخر. في التسبيح لله يجب أنْ نرنم بتأمل، واحترام، وحرارة، وبنغمة في القلب، كما يليق بعبادة العلي القدوس. ولكي تؤدَى هذه الخدمة بكيفيّة مناسبة يجب أنْ تتهذب الكنيسة في معرفة الموسيقى. كما يجب أن تشترك الجماعة كلها في هذا الجزء من العبادة. وأنَّ يستخدم شخص لائق أو أشخاص لقيادة التسبيح على أنْ لا يُنتخب لهذه الخدمة إلا ذوو الأخلاق المسيحيّة المشهود لهم.

مادة 74- تقديم الصلاة

   الصلاة اقتراب إلى الله، فيجب أنْ يكون لها مكان سام في كل خدمة وأنْ تقدَّم بأعظم ما يمكن من الاحترام فكرًا، ولغة، وكيفيّة، على أساس مواعيد الله الكتابيّة، وبالتواضع الذي يليق بعابد في حضرة الإله الكلي القداسة. يراعى في عدد الصلوات في خدمة ما، ما يقتضيه ترتيب العبادة الذي تُصادق عليه الكنيسة العامة. وما يراه خادم الكلمة بحسب النور الذي له. ويجب أنْ تكون كل صلاة ملائمة لمكانها في الخدمة. وأنَّ يتجنب التكرار والإطالة بغير داع. كما يجب أن يدرس خادم الكلمة باهتمام مواضيع الصلاة لأجل كل خدمة، وأن يعد قلبه وفكره ليقود الشعب بكيفيّة نافعة لهم ومقبولة لدى الله.

أما الصلاة الافتتاحيّة فيجب أن تكون مختصرة متضمنة تعبداً وطلبات لأجل إعداد قلب الشعب كما يجب، ولأجل حضور الروح القدس وقيادته، ولأجل بركته تعالى على كل أجزاء الخدمة.

وفي أثناء كل الخدم يجب أن يكون الشعب في موقف احترام، متجنِّبين التشتت الفكري، متّحدين بكل خشوع مع الخادم، وهو يقودهم في ممارسات تعبدهم.

مادة 75- الصلاة قبل الموعظة

يجب أن تكون الصلاة قبل الموعظة شاملة. متضمنة تعبدًا وشكرًا واعترافًا وتضرعًا وتشفعًا. ويجب أن تتناسب ظروف الحال وحاجات العابدين. وأنَّ تحتوي على طلبات لأجل كنيستنا الخاصة، ولأجل كنيسة الله بكل فروعها، ولأجل امتداد ملكوت المسيح في العالم، ولأجل وطننا الخاص، ولأجل جميع الذين هم في منصب وموضع ثقة، ولأجل جميع طبقات الناس وأحوالهم، ولأجل أمم الأرض.

مادة76- الصلاة بعد الموعظة

يجب أن تكون الصلاة بعد الموعظة مناسبة لختام الخدمة، فيها يُطلَب من الله أن يطبع الحق على قلوب السامعيَّن، وأن يقبل العبادة التي قدمت باسم المسيح، وأن يبارك الكل بملء النعمة.

 

 

مادة77- الوعظ بالكلمة

بما أن للوعظ بالكلمة أهميّة عظمي كواسطة للخلاص ولبنيان المؤمنين يجب أن يُهتَم به اهتمامًا خاصًا. ويجب أن يستعِد كل خادم للإنجيل لأجل هذه الخدمة بالدرس الكثير، والتأمل الوافر، والصلاة الحارة. ويجب أن تكون كل موعظة كاشفة للحق المتضمَّن في جزء من أجزاء الكتاب المقدَّس، مخصَّصة تخصيصًا دقيقًا لقلب السامع وضميره.

كما يجب أن يلتمس خادم الكلمة معونة الروح القدس ليقوى على إعلان كل مشورة الله، وإظهار الكلمة في تنوعها وتطبيقها بالنسبة لنواحي الحياة المختلفة، وتقديم الرب يسوع بوضوح وكمال كمخلص للبشر.

مادة 78- خدمة العطاء في الكنيسة الإنجيليّة

إنَّ كافة التقدمات والعطايا التي يقدِّمها المسيحيون للكنائس ليست تنظيمًا بشريًا، ولكنها إطاعة لأمر إلهي واضح في الكتاب المقدَّس؛ فالعطاء في الكنيسة جزءٌ من العبادة التي يقدِّمها المؤمنون لله الذي أوصي العابدين أن "لا يظهروا قدامي فارغين"، وقال المرنم «هاتوا تقدمة وادخلوا دياره» وأيّا كانت الصور التي يقدِّم بها الناس عطاياهم، سواء كانت اكتتابات، أو تعهدات سنويّة، أو شهريّة، أو أسبوعيّة، فإنها إتمام لأمر الرب، حتى يمكن أن يعيش أولئك الذين ينادون بالإنجيل «هكذا أيضًا أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون». فالعاملون في كرم الرب يجب أن يشاركوا المؤمنين في جميع الخيرات، وقد أوصي الكتاب المقدَّس المؤمنين أن يقدِّموا عطاءًا منتظمًا وسخيًا. كما أنَّه أجاز للكنائس أن تقوم بجمع المال، لأغراض روحيّة، وخيريّة مختلفة. ومع أن نظام العطاء المسيحي يعتمد على الإرادة الحرة للمعطي، ويفترض أن المعطي يقدِّم عطيته راضيًا مسرورًا، لكنه في نفس الوقت نفسه واجب مفروض على المؤمنين، كوكلاء، تعبيرًا عن روح الشركة المسيحيّة، وعن إيمانهم وتكريسهم حتى إنهم يقدِّمون عطاياهم من إعوازهم أيضًا.

لهذا تعتبر الكنيسة الإنجيليّة أن العطاء والتقدمة والعشور واجب مسيحي مقدس، يفرضه الكتاب المقدَّس على جميع المؤمنين بالمسيح. وإذا قصَّر أحد الأعضاء في هذا الواجب، فعلي مجلس الكنيسة أن ينبّهه إلى التزامه، كما هو معلن في كلمة الله، وإلى أهميّة هذا الواجب. فإذا استمر، رغم ذلك، ممسكًا عن العطاء للكنيسة يعامله المجلس كمذنب.

مادة 79- البركة الرسوليّة

          يجب على خادم الكلمة أن يختتم خدمات العبادة ببركة مقدسة بكل وقار واحترام. والبركة الرسوليّة يجب أن تُستعمَل مع العبادة فقط، وكجزء منها. ويمكن استعمال الصورة الآتيّة: «نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين».

 

الفصل الخامس

خدمات عبادة خاصة

أولاً: اجتماعات الصلاة

مادة 80- اجتماع أسبوعي للصلاة

          يجب أن تجتمع الكنيسة المحليّة للصلاة مرة في الأسبوع على الأقل. وبما أنَّ هذه الخدمة واسطة مهمة من وسائط النعمة، فيجب على كل عضو أن يهتم باجتهاد أن يحضر ويشترك فيها.

          تكون هذه الخدمة بإشراف المجلس وتدبيره. وتحتوي عل الصلاة، والتسبيح، وقراءة الكتاب، والشرح، والوعظ، والشهادة للرب بترتيب يؤول إلى البنيان.

مادة 81- اجتماعات الصلاة الخاصة لمجلس الكنيسة

          يجب أن تجتمع مجالس الكنائس مرارًا كثيرة للصلاة، حيث يجب أن يتأملوا في الحالة الروحيّة لكنائسهم ويطلبوا الإرشاد الإلهي في كل ما يختص بعملهم.

 

ثانيًا: اجتماعات للشكر الجمهوري

مادة 82- وقته وحفظه

  متى مَنَّ الله على الكنيسة أو الأمة بدلائل عطفه الخاصة، وجب أن يتحد الناس في تقديم شكر جمهوري. ويليق كثيرًا أن يكون يوم شكر سنوي وأن تحفظه الكنيسة اعترافًا بمراحم إلهيّة وُهبت لها.

يجب أن يُصرف جزءٌ مناسب من اليوم المخصَّص لتقديم الشكر في العبادة الجمهوريّة كالعادة. وأنَّ تُذكَر، على الخصوص، المراحم السابقة والحاضرة. وأنَّ تؤول جميع الخدمات إلى إنماء روح الشكر. ويحسن أن تُقدَم تقدمة لأجل غرض خيري. وأنَّ يُصرَف جزءٌ من اليوم في أعمال الرحمة المسيحيّة.

ثالثًا: خدمة الزواج

مادة 83- الزواج

          الزواج ارتباط وعقد مقدس بين رجل واحد وامرأة واحدة مدى الحياة. وضعه الله وصادقت عليه الشرائع المدنيّة واعترفت به. ومع أن الزواج ليس خاصًا بكنيسة المسيح وحده، إلا أنه يجب على المسيحيين أن يتزوجوا "في الرب". ويجب أن يتقدَّس الزواج بخدمة دينيّة وعلى يد خادم مرتسم.

مادة 84- الطرفان في الزواج

          لا ينعقد الزواج المسيحي إلا بين طرفيْن مسيحييْن. يجب ألا يكون بين الطرفين صلة قرابة؛ عصبًا ونسباً، ممنوعة في كلمة الله. وأنَّ لا يكونا مطلقيْن بغير الأسباب المشروعة في الكتاب المقدَّس. ويجب أن يكونا في سن التمييز قادريْن أن يختارا لنفسيْهما.

مادة 85- الحفلة الرسميّة

          إذ يقتنع القسيس، بأن الطرفيْن استوفيا الشرائط التي تتطلبها الشرائع المدنيّة، يوقفهما معًا، أمام عدد كاف من الشهود، ويخاطبهما بكلمة مختصرة عن الزواج والواجبات التي يتخذانها على نفسيْهما. وبينما يمسك كل منهما بيمين الآخر، يوجِّه القسيس إلى الرجل كلمات عهد الزواج قائلاً: (يا فلان) هل تتخذ هذه المرأة التي أنت ماسك بيدها لتكون زوجة شرعيّة لك؟ وهل تعِد، بوقار، في حضرة الله وأمام هؤلاء الشهود أن تكون لها زوجًا محبًا وأمينًا طالما كنتما على قيد الحياة؟ «وحالما يُجاب هذا السؤال بالإيجاب يوجِّه القسيس إلى المرأة كلمات العهد قائلاً: (يا فلانة) هل تتخذين هذا الرجل الذي أنت ماسكة الآن بيده ليكون زوجًا شرعيًا لك؟ وهل تعِدين، بوقار، في حضرة الله وأمام هؤلاء الشهود أن تكوني له زوجة محبة وأمينة ومطيعة طالما كنتما على قيد الحياة؟»

  ومتى أجاب الطرفان بالإيجاب يعلن القسيس «أصرِّح بأنكما زوج وزوجة، والذي جمعه الله لا يفرِّقه إنسان».

         ثم يختم الحفلة بصلاة طالبًا أن تستقر البركة الإلهيّة على العائلة الجديدة.

مادة 86- موعد الحفلة

عادة لا يعقد الزواج في يوم الرب.

رابعًا: خدمة المرضي

مادة 87- الواجب

  العنايّة بالمرضي جزءٌ جوهري من الخدمة الرعويّة، ويجب أن يقوم بها خدام الكلمة والشيوخ بأمانة، كما يجب أن يُراعى، في غرفة المريض المشاعر واللياقة في الحديث، والخدم التقويّة بطريقة معلِّمة ومشجِّعة وملِّهمة للإيمان والرجاء في يسوع المسيح والخضوع لمشيئة الله.

 

 

 

خامسًا: خدمة دفن الموتى

مادة 88- خدمة التعزيّة

  قبل أن يوارَى الجثمان في القبر تُقام خدمةُ تعزيّة دينيّة مختصرة مناسبة للمقام. يجب تجنب ما تفوح منه رائحة المظهر الباطل أو الثناء الممقوت. وعند الدفن يمكن أن تُتلى بعض الكلمات الكتابيّة اللائقة ويُختم بالصلاة والبركة.

مادة 89- التأبين

    الكنيسة الإنجيليّة تمنع بتاتًا التأبين، والجنازات، والتذكارات، وزيارة المقابر، ولا تمارسها ولا تشترك فيها.

 

الفصل السادس

أنشطة روحيّة متنوعة

أولا: الزيارات الرعويّة

مادة 90 - واجب الرعاة والشيوخ

   ينبغي أن يكثر قسوس الكنيسة وشيوخها من زيارة عائلات وأفراد الرعيّة التي أقامهم الروح القدس عليها نظارًا. وأنَّ يصلوا مع الشعب. وأنَّ يعلِّموهم ويشجِّعوهم وينذروهم. وبخاصة في أوقات التجارب غير الاعتياديّة. ويساعدوهم في درس الكتاب المقدَّس، وعقائد الكنيسة ويحثِّوهم على الديانة العائليّة والأمانة في كل واجب مسيحي.

    ويجب على الأعضاء أن يقبلوا خادم الكلمة والشيوخ، معترفين بما يليق بمقامهم وسلطانهم الرسمييْن، وأن يصغوا جيداً إلى نصائحهم.

ثانيًا: مدرسة الكنيسة

مادة – 91 خدمة لأجل الكل

   مدرسة الكنيسة هي، على الأخص، خدمة تعليميّة للكنيسة. وبسبب أهميتها، باعتبارها عاملا تبشيريًا وتهذيبيًا، يجب أن يكون لها المكان المعترف به بين الخدمات الكنسيّة بأن يتصل بها جميع أعضاء الكنيسة كتلاميذ، أو كمعلمين، أو كقادة. أما الذين لا يستطيعون ملازمة الحضور في إجراءات المدرسة فينشأ لأجلهم قسم بيتي.

   ويجب أن يكون المعلمون أعضاء في الكنيسة ولهم غيرة وتقوى وكفاءة في التعليم. وأنَّ يستعِدوا لعملهم باهتمام. وأنَّ يكونوا مواظبين على الحضور، مجتهدين أن يضمنوا مواظبة التلاميذ، مجاهدين في تعليمهم، أمناء في مجهوداتهم لإرشادهم إلى معرف الحق وإلى الإيمان الشخصي بالمسيح. ويجب أن يزورهم في البيوت.

   وتقام خدمات مدارس الكنيسة بكيفيّة تبعث على الاحترام وروح العبادة، كما يلزم ممارسة خدمة العطاء إلى جانب الترنيم والدرس والصلاة.

ثالثا: اجتماعات موزعة بحسب السن

مادة 92- أنواع الاجتماعات

    يجوز عقد اجتماعات للعبادة خاصة لأبناء الكنيسة ومتردديها لفئات السن المختلفة، ليتدارسوا مسؤولياتهم وواجباتهم الروحيّة والكنسيّة، ولينظِّموا معا برامج كرازيّة وخدمات تتناسب وحاجتهم.

رابعا: الشهادة

مادة 93 – الشهادة

     لا يقتصر نشاط شعب الله على العبادة، فكنيستنا الإنجيليّة تعلِّم أن الشهادة للقريبين والبعيدين هي مسؤوليّة كل عضو في الكنيسة، وكل من وصلت إليه بشرى الإنجيل واختبر نعمة الله عليه ديْنٌ لكل إنسان. ورغم أهميّة الشهادة الصادقة للمسيح إلا أن المؤمن يجب عليه أن يخبر بكم فعل الرب به ورحمه، وأنَّ يحدث بفضائل ذاك الذي نقله من الظلمة إلى النور العجيب، مستخدما كل وسيلة ممكنة ليُقبِلَ الآخرون أيضاً إلى النعمة التي يحيا هو فيها.

 

الجزء الثالث

الفرائض

الفصل الأول

المعموديّة

مادة 94 القائم بالممارسة

  المعموديّة فريضة لكنيسة العهد الجديد، ولذلك لا يجوز أن يقوم بممارستها إلا القسيسُ المرتسم.

مادة 95 – المعمَّدون

    المعموديّة ختم العهد الجديد. ولهذا فهي تمارَس للذين يعترفون بإيمانهم اعترافاً موثوقًا به لأولادهم.

مادة 96 – الكيفيّة

   تمارس المعموديّة باستعمال الماء. إما برشِّه على المعمد، أو بسكبه عليه، أو بتغطيسه فيه.

مادة - 97 الالتزامات

   تفرض المعموديّة التزامات مقدَّسة من جهة الوالدين، ومن جهة الذين تَمارَس لهم. ويجب أن يُعترَف بهذه الالتزامات بواسطة الإجابة بالإيجاب على الأسئلة المذكورة بعد.

مادة – 98 أسئلة العهد في معموديّة الأطفال

   الوالدون أو أولياء الأمور الذين يقدِّمون أولادهم، عليهم أن يجيبوا على الأسئلة التاليّة:

1-       هل تجدِّد ما اعترفت به يوم قبولك في عضويّة الكنيسة؟

2-       هل تعِد أن تربي أولادك تربيّة مسيحيّة في تأديب الرب وإنذاره؟ وأن تعلمهم الحقائق الإنجيليّة عن الخلاص؟ وتصلي معهم ولأجلهم؟ وتعبد الله في عائلتك بمواظبة وانتظام؟ وأن تكون أمامهم مثالاً للتقوى في القول والسلوك، وأن تستعمل كل الوسائط المعيَّنة لخلاصهم؟

مادة – 99 أسئلة العهد في معموديّة البالغين

    البالغون غير المعمَّدين، بعد ما يقبلهم المجلس، يعمَّدون بناء على الاعتراف الجهاري بإيمانهم بالمسيح وطاعتهم له. ويمكن استعمال صورة السؤال الخاص بالقبول العلني لأعضاء الكنيسة وهو:

هل تعترف بإيمانك بالمسيح وعزمك على أن تعيش عيشة مسيحيّة؟ وتجاهر بتعهدك أن تربي روح الشركة المسيحيّة، والمحبة الأخويّة؟ وأن تلتمس خير هذه الكنيسة ما دمت عضوًا فيها؟

مادة – 100 عماد أبناء المسيحيين المنتسبين إلى الكنيسة

    يجوز عمادهم، وفي هذه الحالة يُستبدَل السؤال الأول في مادة 98 بالسؤال الآتي:

هل تعترف أمام هذه الكنيسة بإيمانك بالمسيح. وعزمك على أن تعيش عيشة مسيحيّة، وتجاهر بتعهدك أن تربي روح الشركة المسيحيّة والمحبة الأخويّة؟

مادة – 101 ترتيب الخدمة

    بعد شرح الفريضة شرحًا مناسبًا وبعد أن يتعهد الوالدون، تقدَّم صلاة يُطلَب فيها حضور الله في ممارسة الفريضة. ثم ينطق القسيس باسم الطفل ويرش الماء على رأسه قائلا: "أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس، آمين". ثم يختم الخدمة بالصلاة.

ويتبع ذات الترتيب في معموديّة البالغين.

 

 

مادة 102 مكان الممارسة

    يجب أن تمارَس المعموديّة في الكنيسة، أو في مكان اجتماع مقرَّر، مقترنة بخدمة جمهوريّة. وإذا مورست في أي مكان آخر يجب أن تكون بمصادقة المجلس ولأسباب قهريّة جدًا، وأن تقترن بممارسة دينيّة.

 

الفصل الثاني

العشاء الرباني

مادة 103- الممارس والمتناولون

    بما أنَّ العشاء الرباني فريضة لكنيسة العهد الجديد، فيمارس تحت إدارة المجلس على يد قسيس، يقوم بكسر الخبز والصلاة، ويجوز دعوة الشيوخ المرتسمين لصلاة الشكر والتوزيع. ويتناول من الفريضة المقرِّون بإيمانهم بالمسيح والأعضاء الذين لم تصدر ضدهم أحكامٌ كنسيّة.

مادة 104- الزمان والمكان

   يجب أن يمارَسَ العشاء الرباني مرارًا كثيرة كل عام، على أن يقرَّر مجلس كل كنيسة عدد هذه المرات. ويجب أن تكون هناك أوقات مخصَّصة لهذه الفريضة. ويحسن أن تعلن بها الكنيسة قبل الوقت المعيَّن بأحديْن على الأقل. وأنَّ تمارَسَ في مكان العبادة. وبما أنَّها خدمة لأجل شركة القديسين لا يجوز أن يمارسها القسيس لأفراد، ولكن في حالة مرض أو دوام عدم القدرة على حضور الخدمة الجمهوريّة يجوز أن تمارَس في بيت خاص تحت إشراف المجلس.

مادة 105 الاستعِداد

   يجب أن يهتم القسيس بتعليم شعبه من وقت لآخر ماهيّة هذه الفريضة، والقصد منها، والواجب الذي على كل تلميذ المسيح إزاءها، والمزية التي له في ممارستها بمواظبة وانتظام.

وبما أنَّه مطلوب من المتناولين أن يمتحنوا أنفسهم من جهة لياقتهم لهذا العمل الخطير، لذلك يجب أن تسبق الفريضة خدم روحيّة إعداديّة، مرتََّبة باهتمام لمساعدتهم في استعِدادهم للإتيان إلى المائدة الربانيّة، ويذكروا موت الرب إلى أن يجيء، ويدخلوا في العهد الجديد بدمه.

مادة 106 – الممارسة

   يقرأ القسيس كلمات رسم الفريضة ثم يتبع مثال الرب يسوع، فيقِّدم الشكر لله ويسأل بركته. ثم يأخذ الخبز ويكسره ويقدِّمه للمتناولين بعد أن يقول: "إن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها أخذ خبزا وشكر فكسر وقال، هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري".

ثم يأخذ الكأس ويشكر ويقدِّمها للمتناولين بعد أن يقول: "كذلك الكأس أيضًا، بعد ما تعشوْا قائلاً: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. لأنكم كلكما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ". وفي أثناء توزيع العنصريْن بيد الشيوخ، يُترَك المتناولون في تأملاتهم الخاصة، ثم تُختتَم الخدمة بالكيفيّة المناسبة.

 

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow